تكلة 4 لقصة صلاح الدين الأيوبى

نهاية الخطبة


ثم قال : "اللهم كما فتحت على يديه بيت المقدس بعد أن ظنت به الظنون و وابتلي المؤمنون ففتح على يديه داني الأرض ونواصيها , وملكه صياصي الكفر ونواصيها , فلا لقي منهم كتيبة إلا فرقها ولا جماعة إلا فرقها , ولا طائفة بعد طائفة إلا ألحقها بمن سبقها. ثم قال : " اللهم ذلل به معاطف الكفار, وأرغم به أنوف الفجار, و انشر ذوائب ملكه على الأنصار وأثبت سرايا جنوده في كل الأمصار..

استمرارالقتوح



واستمر صلاح الدين رحمه الله تعالى عليه بعد القدس بفتح القلاع والمدن ، و فتح اللاذقية ، أن يكسرحصن الكرك الذي أعجزالمسلمين ، وفتح صفد ، وفر النصارى من أمامه فتجمعوا في صور وكان صلاح الدين قد أمر ألا يقطع الطريق على النصارى الذين يجوبون الأرض ولا يتجمعون لقتال وقد أخذ عليه أيضأ بعض المؤرخين هذا الفعل ، إذ سمح للنصارى أن يتجمعوا في صور، و يعد ذلك كثيرا من المؤرخين الخطأ الرئيسي لصلاح الدين ، لأنه سمح بهذا التجمع في صور.


حصارصور:

ثم إن صلاح الدين بأخلاقه السمحة الرائعة أطلق سراح الملك "جايلودنان " بعدما أقسم هذا الملك لصلاح الدين بعدم التعرض لقتال المسلمين , و لكن هذا الغادر قام فورأ بالتوجه إلى صور, و انضم و جمع فيها مرة أخرى , وبدأت أوربا تتحرك آيضأ بإمدادات جديدة , ووصلت كثيرمن القوات من أوربا إلى صور فأحس صلاح الدين بالخطأ الذي وقع فيه , فتحرك فورأ نحو صور وضرب عليها حصارأ , ودخلت أيام الشتاء واشتدت و اشتد البرد و نزل الثلج , و توافدت أساطيل النصارى إلى صور, وأرسل صلاح الدين أسطوله البحري لكن أساطيل النصارى كانت أكثرعدة وعتادأ , فهزمت أسطوله البحري في صورو فقرر صلاح الدين أن يترك صور بعدما استمر حصارها لمدة سنتين كان القتال فيها مستمرأ , فقررالتراجع ليجهزنفسه لفترة ما بعد الشتاء



معركة عكا الخطيرة (عام 585 هـ 1189 م)

زادت القوة الصليبية في صوربسبب توافد الحملات الصليبة؟ ثم انطلقت منها حملة صليبية نحو عكا، و اختاروا هذه المدينة في وسط الساحل ، لأنهم منها يستطيعون أن يتحركوا ويسيطروا على كل فلسطين ، ولأن عكا مورد تجاري رئيسي، و فيها مصدرثروة كبيرة ، و تشتعل أوربا بالحماس لتجديد الحروب الصليبية ، واستطاعوا أن يحاصروا عكا , وكان ملوك النصارى قد بدؤوا بالتوجه نحو بلاد الشام , و لكنهم توقفوا في صقلية فسيطروا عليها، ووصل بعد ذلك ملوك النصارى إلى فلسطين, فسميت حملتهم تلك حملة الملوك، بينما سميت الحملات السابقة حملت الأمراء، فجاء ملك ألمانيا "غادريك باربروسا" بحملة برية عظيمة ، لكنه وبينما هو في الطريق إذ غرق عندما كان يغتسل في نهر, ويقول المسلمون أنه لو وصلت هذه الحمله الألمانية كما خطط لها لما صمدت عكا ولكن هذه الحملة تفرقت و بعضها عادة إلى ألمانيا وبعضها أكمل طريقه نحو عكا



"ريتشارد قلب الأسد" يقود النصارى:

وجاء الملك إنجلترا "ريتشارد قلب الأسد" بقوات بحرية وبينما هو في البحر المتوسط في الطريق ضلت معظم سفنه فهجم عليه حاكم صقليه النصراني فأخذها فعاد ريتشارد فهاجم صقليه فاحتلها وسيطر عليها وبدأ يرتب قواته من هناك فتأخر عن الوصول إلى عكا. وكذلك تحركت ملك فرنسا أيضا في حملة بحرية نحو عكا وبذلك بلغت هذه القوات المتوجهة نحو عكا 250 ألف مقاتل من أوربا.




صلاح الدين ينادي للجهاد:

و كان صلاح الدين قد بدأ يجهز جيشه عندما وصلته الأخبار بتحرك الحملات الصليبية من أوربا و جعل ينادي للجهاد في سبيل الله في أرض المسلمين ، و بدأ الناس يتجمعون له , و جمع صلاح الدين كل قواته التي في حطين , و عددها 12 ألفا , و ضرب النصارى حصارأ على عكا من البحر و البر و تحرك صلاح الدين نحو عكا بما تجمع له من جنود وهو ينادي في المسلين بأرض الإسلام , فأرسل إلى الخليفة العباسي , وأرسل إلى كل قوات المسلمين في الشرق , حتى وصل نداؤه إلى ملك المغرب لقد كان النصارى الذين قد فروا أمام صلاح الدين , والذين أطلقهم بسماحته من الأسر في بيت المقدس قد تجمعوا في منطقة صور، ومنها بدؤوا يتحركون نحو عكا , وبدؤوا يحاصرونها , ووصلت الأخبار إلى صلاح الدين بحصار عكا , وتحرك الصليبيون في أوربا، وكان ملوك النصارى قد بدؤوا يفدون نحو عكا . لقد أصيح وضع صلاح الدين خطرا لكثرة جيوش النصارى ، فإنها لو تجمعت لبلغت نحواً من 250 ألف مقاتل , في حين أن جيوش صلاح الدين لم تبلغ في أحسن أحوالها اثني عشر ألف مقاتل , فالفرق بين الطرفين كبير جداً



موقف الخليفة العباسي:

لهذا أخذ صلاح الدين ينادي في المسلمين , و يدعوهم للجهاد , وأرسل إلى الخليفة يدعوه إلى إرسال القوات العباسية من بغداد , وأرسل إليه يخبره باستعداده للتنازل عن كل ممتلكاته , و كل مملكته لتكون تحت حكم الخليفة مقابل أن ينصرالإسلام و المسلمين أمام هذا الزحف الصليبي , لكن الخليفة بدلأ من ذلك أرسل إلى صلاح الدين يعاتبه على أنه تلقب بالملك الناصر, وهو لقب الخليفه فلم يرق له أن ينافسه فيه . كان جواب الخليفة يدعو إلى الأسف أمام احتمال ضياع فلسطين , وتغلب الصليبيين عليها, إن صلاح الدين اضطر بما تيسرله من قوات أن يهاجم النصارى الذين كانوا يحاصرون عكا , وراح يحاول اختراق ذلك الحصارلإيصال المؤونة إلى داخل أهل عكا المحاصرين , وأرسل ينادي في بلاد الإسلام: يا للإسلام , وينذر أنه إن أتت تلك الجيوش فلا يستطيع أن يقف أمامها , وهي جيوش كثيرة تبلغ 250 ألف مقاتل إضافي , وعئدئذ ستتعرض فلسطين ء بل كل بلاد المسلمين للخطر.




صلاح الدين ينتظر المدد:

ثم إن صلاح الدين حرك جيشأ يريد أن ينقل به المعركة خارج عكا , و فعلا حرك جيشه خارج عكا , و بدأ يتحرك من هناك , و انطلق إلى تل الخربة , ينتطرنجدة أخيه العادل والي مصر، وبدأ القتال خارج عكا : و ظل النصارى محاصرين من جميع جهات عكا , ما عدا تلك الفتحة التي فتحها صلاح الدين في صفوفهم .و استطاع صلاح الدين أن، يصمد أمامهم , لكن كثرة القتلى في عسكره اضطرته أن يتراجع بعض التراجع فاستطاع النصارى عندها أن يغلقوا تلك الفتحة , ويحفروا الخنادق حول المناطق التي تواجه صلاح الدين , لكن صلاح الدين ظل صامدأ ينتظر القوات أن تصل إليه , وكان أول من وصل الأسطول العسكري المصري , و كانت مصر ما زالت تحت يده , وقد توسع حكمه إلى أقصى مدى , فصارت بلاد الشام و مصر و الحجاز و اليمن , كلها خاضعة له , ما عدا صور, وعكا , وطرابلس , وأنطاكية , هذه هي الخريطة التي نتحدث عنها .


وصول الإسطول المصري:

وصل الأسطول المصري البحري ، فتصدى له الأسطول العسكري الصليبي الذي خرج من عكا ، لكنه كان أسطولا صغيراً ، استطاع الأسطول المصري أن يكسره ، و وصل إلى عكا ، و معه الذخائر و المؤن ، فانتعشت عكا أمام هذا الحصار، و استأنفت المعارك بين صلاح الدين والصليبيين ، و انتشرت جثث الموتى في أرض المعركة ، و انتشر العفن ، و فاحت الروائح ، حتى إن صلاح الدين أصيب بمرض نتيجة انتشار تلك الروائح المنبعثة من الجثث ، ومع ذلك ظل يقاتل ، ئم جاءه الأطباء و قالوا له: إنك لا تستطيع أن تقاتل . و أنت مريض ، فقال رحمه الله قولته العظيمة : " إذا ركبت إلى الجهاد زال الألم حتى أنزل " لقد كانت همته للجهاد همة الأبطال, و كان شوقه لملاقاة الأعداء ينسيه الألم , فإذا عاد للراحة عاوده الألم واشتد عليه المرض , لكن الأطباء ألحوا عليه أن يبتعد عن الجثث , مصدر الروائح والمرض, فرجع إلى معسكره , فاتسعت المسافة بينه وبين الصليبين , ولكنه ظل يرسل إليهم بالمناوشات , وظلت المسألة بهذه الصورة عدة أشهر, لم تقم فيها معركة حاسمة

شكر على هذه القصة الجميلة جدا