.
تكملة قصة صلاح الدين
أحمد عرابى في الجمعة مارس 27, 2009 9:17 pm
.الزحف نحو القدس
كان بيت المقاس قد ظل محتلا من قبل النصاوى لأكثرمن 91سنة هجرية و88سنة ميلادية وقد حول النصارى جزءأ من بيت المقدس -كما ذكرنا- إلى كنيسة , وجزءأ آخر إلى مسكن للفرسان ، و جزءاً إلى مكان للذخاثر, والباقي جعلوه إسطبلا لخيولهم , منتهكين حرمة هذا المكان العظيم , و بدأ صلاح الدين يعد العدة للهجوم على بيت المقدس لتحريره, وكانت للنصارى بقية ممالك يسكنونها مازالت قائمة , منها مملكة طرابلس الممتدة إلى جزء من لبنان , وجزء من أنطاكية في جنوب تركيا و شمال الشام ,فكان أول شيء قام به صلاح الدين أن وزع الجيوش لتقطع الطريق على أي إمدادات تأتي من هذه الممالك لمساندة مملكة بيت المقدس ,ثم بدأ الزحف نحو القدس وحين وصلت الأخبار للنصارى بدؤوا بالتحصن وحفر الخنادق ورفع الأسوار، وكان عددهم وقد تجمعوا في بيت المقدس يناهز 60 ألف مقاتل متحصنين بأسوار القدس، ويرون الموت أهون عندهم من تسليم بيت المقدس . لأن فيه المقاسات , بالإضافة إلى 60 ألفأ منهم مع أهاليهم ونسائهم وأطفالهم , و كان في بيت المقدس عدد كبير من أسرى المسلمين يعدون بالآلاف من الرجال والنساء والأطفال في السجون .
صلاح الدين يحاصر القدس
في منتصف رجب عام 583 من الهجرة 20/9/1178 ميلادية وبعد حطين مباشرة تحرك صلاح الدين نحو بيت المقدس وضرب حوله حصارا قويا, ثم بدأ يضرب أسوار المدينة بالمنجنيف, وكذلك آعمل الرماه سهامهم على أسوارها حتى لم يستطيع النصارى أن يرفعوا رؤوسهم فوق أسوار القدس, فأمر صلاح الدين بالزحف, واستطاع المسلمون أن يخترقوا, الخنادق التي حفرت حتى وصلوا إلى الأسوار وكانت منيعة جدا, وكان في جيش صلاح الدين فرقة تسمى " النقابون" وهؤلاء كان عملهم أن ينقبوا ويحفروا في الأسوار, فكانوا يجعلوون حفرا ثم يضعون فيها خشبا ويشعلونا وبذلك يضعف السور.
انهيار النصارى
شعر النصارى بالضعف الشديل بعدما كادت الأنقاب تهدم سورالمدينة , فانهارت معنوياتهم, و عرفوا أن المدينة لا شك ستسقط عاجلا أم آجلا، فلجأ النساء و الرجال و الأطفال و العجائزإلى كنيسة القيامة ، ولجوا بالدعاء والصلاة , فأرسل قائد النصارى في القدس وفدأ إلى صلاح الدين يطلب الأمان ,و يعهد بتسليم المدينة بشرط أن يخرج كل من فيها هن النصارى بأمان بأموالهم وأسلحتهم وأنفسهم , فذكرهم صلاح الدين بيوم دخولهم القدس وقتلهم المسلمين فيها, والمذابح الوحشية التي فعلوها قبل 91سنة , وأنهم كانوا يجزون المسلمين كالخراف في المسجد الأقصى, فقال : أما والله لا أترككم إلا أن أذبح فيكم كما ذبحتم في المسلمين من قبل . ففزع النصارى فزعأ شديدأ, وشعروا بأن المسلمين يتشوقون الآن لأخذ ثأرهم لإخوانهم , و أدوكوا أن نهايتهم الموت لا محالة .
التهديد الخطير:
لم يجد النصارى حلا لهذه المصيبة سوى أن أرسلوا وفدا آخر إلى صلاح الدبن يحمل رسالة قيها تهديد شديد. يتوعدون فيها بقتل ألاف الأسرى المسلمين في سجون القدس ,و تدمير كل المساجد والمفدسات و تكسير صخرة الأقصى و من تم حرق القدس بكاملها , و هددوا أنهم سينتحرون بداخلها و يدمرونها بالكامل .
الصلح
أطرق صلاح الدين أمام هذا التهديد، وجمع كبارالقادة واستشارهم بهذا الأمرالخطير, فأجمع القادة على أخذ التهديد مأخذ الجد، لأن النصارى لم يكونوا ليخسروا شيئأ بتنفيذ تهاياهم , فهم موتى على كل حال . وتم الاتفاق على الصلح ، وبدأت المفاوضات لتسليم القدس ، ولكن بشرط أن يغادر النصارى بيت المقدس بدون السلاح ، لكن يسمح لهم بأخذ متاعهم وأموالهم ، على أن يدفع كل واحد منهم دينارأ ذهبيأ قبل خروجه , أويبقى أسيرأ عند المسلمين . وعقد هذا الاتفاق وبدأ النصاوى بتسليم القدس , وجعل النصارى يخرجون من المدينة ويدفعون دينارأ عند كل شخص وجاء بعض كبارالسن والعجائزإلى صلاح الدين يقولون : لا نملك ما ندفم لك , فقال لهم : اخرجوا بأمان
التسامح العظيم
هكذا كام تسامح صلاح الدين معهم, فأي مقارنة تعقد بين فتح المسلمين للقدس واحتلال الصليبيين لها؟ ثم جاء أخو صلاح الدين "العادل" فقال : أعطني أكفل ألفأ من الذين لا يد أن يدفعوا، فأعطاه ذلك , فأطلقهم العادل و وكذلك جاء عدد من أمراء المسلمين ليكفلوا عددا من الذين لا يستطيعون دفع الجزية ، فأطلقوا أعدادأ ضخمة , ومع ذلك بقيت أعداد غفيرة لم تجد من يدفع عنها لآنه كما سبق وأشرنا كان مجوعهم 60آلفأ في القدس ’ فبدأ النصارى يطلبون من الأغنياء دينارأ ذهبيأ واحدأ ليتخلصوا من الرق والأسر, فرفض أغنياء النصارى أن يساعدوا أبناء ملتهم الفقراء, فأخذ الباقي أسرى, وجاء بعض النسوة إلى صلاح الدين يشتكين أن أزواجهن قتلوا في حطين ، وليس عندهن أي مال يدفعنه له , فسمح لكل امرأة قتل زوجها أن تخرج بدون شيء, ثم سمح لكل امرأة ليس لها ولي ينفق عليها أعطاها من أمواله الخاصة حتى تخرج ، و ساعد بعض النساء بأن أعطاهن من ماله الخاص, حتى أن زوجة "أرناط " الذي قتله صلاح الدين بيده جائته تطلب منه أن , يطلق ابنها لخوفها عليه أن يقتله المسلمون إذا عرفوا أنه ابن "أرناط" فقال صلاح لدين أعطيته لأمان فأطلمقوه حتى أن بعض المؤرخين قد أخذوا على صلاح الدين هذا الأمر، فهؤلاء الرجال الذين أطلقهم كانوا من المقاتلين ، وهم قد تجمعوا فيما بعد في صور ليقاتلوه ، فكان الأولى قتلهم أوأسرهم :لكنه كان ذا أخلاق رفيعة جدا
دخول القدس والتهديد
وهكذا في ليلة السابع والعشرين من رجب ليلة الإسراء والمعراج من عام 583هجري الموافق الثاني من الشهرالعاشر 1187 ميلادي دخل المسلمون القدس بعد ا9 سنة هجرية و 88 سنة ميلادية الاحتلال الصليبي, وقام المؤذن في المسجد الأقصى فرفع الأذان لأول مرة بعد الاحتلال الطويل, وعاد الفرح العظيم والتكبيروالتهليل يصدح في أرجاء القدس الشريفة وحولها, وتسابق المسلمون نحو قبة الصخرة يحاولون تسلقها, لأن النصارى وضعوا عليها صليبأ, فتسابقوا للوصول إليه وتكسيره فسقط الصليب وكبرالمسلمون وهللوا, وأذل الله النصارى الذين كانوا يشاهدون ذلك بأعينهم