نبذة عن صلاح الدين الأيوبي:
صلاح الدين الأيوبي ولد في عام 530 هـ - 1137م بقلعة تكريت في العراق , كان أبوه والياً على قلعة تكريت ثم تولى الوزارة في مصر وهو صغير, وهو خريج المدرسة الإصلاحية التي تربى في ها نور الدين وعماد الدين زنكي رحمهما الله, وكان رحمه الله حسن العقيدة كثير الذكر , شديد المواظبة على صلاة الجماعة, حريصا على السنن والنوافل, يقوم الليل, ويحب سماع القرآن, ويختار إمام الناس في الصلاة بنفسه, يبحث عن صاحب الصوت الجميل والخلال الحسنة, كان رقيق القلب, خاشخ الدمعة , ممتلئاَ بصفات الرحمة والرقة, والتي ظهرت واضحة جداً في معاركه, إذا سمع القرآن دمعت عيناه, شديد الرغبة في سماع الحديث, كثير التعظيم لشعائر الله , حسن الظن بالله, كثير الإعتماد عليه , حسن العشرة, عادلا رؤوفا بالناس, رحيما ناصراً للمظلوم و الضعيف, وكان كريما في منتهى الشهامة, لطيف الأخلاق, طاهر المجلس, طيب الكلام , لا يسمح لأحد أن يذكر أحدا بين يديه إلا بخير, يرفض الغيبة والنميمة, طاهر السمع, طاهر اللسان, طاهر القلم.
همم الرجال:
وكان في نفس الوقت شجاعا شديد البأس, مواظبا على الجهاد, عالي الهمة, قال يوما وهو قرب عكا يجول في نفسي أنه بعدما يفتح الله لنا بقية السواحل , أن أطهر البلاد من النصارى, ثم أولي الولاية وأركب البحر إلى جزائر النصارى في أوربا فافتحها, ثم أتبعهم في أوربا فلا أبقي على وجه الأرض من يكفر بالله أو يموت.
فكان صاحب هذه الهمة العظيمة, والهدف السامي الكبير , ولأجل هذا الهدف هجر أهله وسكنه و وطنه وعاش حياة الجهاد. وكان يعيش معظم حياته في الخيام, وقد عرف بالعطف على كل ضعيف لا سيما النساء والأطفال والشيوخ, وكان عندما يفتح مدينة يقف على مدخلها ويتفقد المهزومين المنسحبين من أعدائه, فإذا مر عليه فقير أو شيخ ساعده, أو امرأة أو طفل عطف عليه سامحه وساعده.
الملك الزاهد:
عاش حياة زهد وبساطة في عصر امتلأ بالترف والإسراف, بعيدا عن أبهة الملك والجاه والمنصب, وكان سمحا جداً, فما آذى أحدا في عقيدته إلا من قاتله , فكان يترك الناس ومايعبدون, دون ضغط أو إكراه, وكان لايحب القتل وسفك الدماء, سوى الخونة والمعادين, فإذا انتصر فكان يرحم ويفك الأسرى ويتعطاف معهم, فهذه كانت سجيته, على عكس مايصفونه في أوربا أنه شديد البطش حريص على الدماء
مقدمات حطين (عام 578 هـ 1182م (
استطاع صلاح الدين أن يسيطر على معظم الشام, وكلن بقيت أجزاء رئيسية منها لاتدخل تحت نطاق سطيرته, واستقرت له مصر والحجاز والشام واليمن, فباشر فوراً للإعداد للمعركة الحاسمة التي كان خطط لها نور الدين, وهوي الهجوم الشامل من الشمال والجنوب, ولكنه رأى تعديل هذه الخطة قالوضع لم يعد كما كان سابقا زمن نور الدين, وخصوصا الاضطرابات التي حصلت بالشام , فقرر صلاح الدين أن يجمع بين جيوش مصر والشام في جيش واحد لتشكيل قوة ضاربة واحدة في مواجهة النصارى الصليبين, وكانت هذه مقدمة لمعركة حطين المشهورة.
يتبع بعون الله