مقتل "أرناط" وفرسانه:
فتعجب صلاح الدين من هذه الأخلاق السيئة التي يحملها "أرناط " فأخبرالمترجم الذي بينهما أن يعرض عليه الإسلام , ففعل المترجم ذلك وعرض على "أرناط" الإسلام , فأبى , فاستل صلاح لدين سيفه وضربه ضربة فشق بها كتفه , فسقط ولم يمت ، فهجم عليه فرسان المسلمين فأجهزوا عليه .وهكذا قتل صلاح الدين ´´أرناط" بيده وبر بقسمه , لما رأى ملك النصارى هذا المشهد بدأ يرتجف , فقال له صلاح الدين : ليس من عاداتنا قتل الملوك ، و لكن هذا جاوزحده فجرى له ما جرى. ثم أمر صلاح الدين أن يؤتى بفرسان النصارى ´´الداوية ´´ و`´الإستوكارية " , و هما فرقتان من أقوى فرق النصارى ومن أقوى فرسانهم , ومن أشد المعادين للاسلام , وكانت هاتان الفرقتان أشد الجنود قتالا و بأسا في حروب صلاح الدين , فجمعوا له فعرض عليهم الإسلام , فأبوا, فأمر بقتلهم , فقتلوا جميعأ, فقال صلاح الدين : لا تقلع هاتان الفرقتان عن معاداتنا، و هما أخبث أهل الكفر.
النصارى في أسواق العبيد:
وبعد هذا الانتصارالعظيم تحرك صلاح الدين نحو دمشق ، وساق أمامه أسرى النصارى, والذين بلغ تعدادهم 30 ألف أسير تقريبأ، أخذوا نحو دمشق جميعهم ، حتى إن المسلم الواحد كان يجر وراءه 30 من النصارى مربوطين بحبل واحد، وهكذا أذل الله الصليبيين ، وعندما وصلوا دمشق باعهم صلاح الدين في سوق العبيد أرقاء، وانخفض سعرالرقيق حينها إلى درجة كبيرة لكثرة العدد، حتى زهد الناس في العبيد والرقيق لكثرتهم , وفاضت بيوت المسلمين بهم حتى أنهم أرادوا أن يتخلصوا منهم لأنم لا يجدون ما يطعمونهم , حتى أن أحدهم عرض عبده للبيع بدرهم واحد, ومع ذلك لم يجد من يأخذه منه سوى مسلم واحد ابتاعه بنعليه , ولم يتعرض النصارى الصليبيون لمثل هذا الذل من قبل , وشفى الله صدورالمسلمين منهم , فقد عاثوا في أرض الإسلام فسادأ طويلا حتى أمكن الله تعالى منهم , وأذلهم بهذه الطريقة . موت ريموند: أما ´´ريموند´´ الذي فر إلى طرابلس إذ بلغته نتيجة المعركة ، وأخبر كيف يذل النصارى ببيعهم في دمشق ، فتفتت كبده من الغيظ ، وأصابه الهم والحزن حتى تفطر فمات في طرابلس ،فكانت هذه أيضأ إحدى نتائج معركة حطين العظيمة ، أن خلص الله المسلمين من هذا القاند الشرس تحرير مدن فلسطين: ثم تحرك صلاح الدين إلى عسقلان واستقرفيها, وبدأ منها يديرالمعارك , وتوالت هزائم النصارى خلال شهرين بعد حطين فتح فيهما عكا والناصرة وحيفاء ونابلس ودينين وبيسان ويافا وصيدا وبيروت والرملة وبيت لحم والخليل بالإضافة إلى عسقلان , وفتح الله على يديه خلال شهرين ما عجز المسلمون عن تحريره مئات السنين ولذلك خلد التاريخ ذكرى معركة حطين لما كان لها من أثر عظيم .
الخوف ينتاب النصارى:
و لكن النصارى لم يخرجوا بعد من بيت المقدت , ومازالت الإمدادات تصلهم من أوربا بالرغم من السيطرة القوية للمسلمين , لذلك بدأت الاستعدادات الكبيرة لفتح بيت المقدس, ودب الرعب والخوف في قلوب النصارى , وتجمعوا في طور وفي بيت المقدس, ومن المعروف أن معركة حطين لم تلغ وجود النصراني في بلاد الشام, بل ظل وجود النصارى في فلسطين بعد حطين مائة سنة تقريبا, لكن حطين كانت تعتبر انقلابا في الموازين لصالح المسلمين, وانتقالهم من مرحلة الضعف والإنكسار إلى مرحلة التعادول والقوة والندية للنصارى