السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله
عليه وسلم اخواتي الحبيبات اليوم وإن شاء الله كل يوم أنقل لكم من كتاب
رياض الصالحين أحاديث شريفة لنستفيد منها جميع وجزاكم الله خيرا أحبتي
وأخواتي في الله
أول باب باب التوبة:
في هذا الباب احاديث كثير وسانقل لكم حديثين إن شاء الله
وعن أبي موسى عبد الله بن قيسٍ الأشعري رضي الله عنه قال: سئل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعةً، ويقاتل حميةً ويقاتل رياءً، أي
ذلك في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قاتل لتكون
كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله متفقٌ عليه.
وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قلت:
يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل
صاحبه متفقٌ عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وصلاة
الرجل في جماعةٍ تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعاً وعشرين درجةً وذلك أن
أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة، لا ينهزه
إلا الصلاة، لم يخط خطوةً إلا رفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة حتى
يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه،
والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون: اللهم
ارحمه، اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث فيه
متفقٌ عليه، وهذا لفظ مسلمٍ.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ينهزه هو بفتح الياء والهاء وبالزاي: أي يخرجه وينهضه.
وعن أبي العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما، عن رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، فيما يروي عن ربه، تبارك وتعالى قال: إن الله
كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك: فمن هم بحسنةٍ فلم يعملها كتبها الله
تبارك وتعالى عنده حسنةً كاملةً، وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسناتٍ
إلى سبعمائة ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، وإن هم بسيئةٍ فلم يعملها كتبها الله
عنده حسنةً كاملةً، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئةً واحدةً متفقٌ عليه.
وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: انطلق ثلاثة نفرٍ ممن كان قبلكم حتى
آواهم المبيت إلى غارٍ فدخلوه، فانحدرت صخرةٌ من الجبل فسدت عليهم الغار؛
فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم.
قال رجلٌ منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما
أهلاً ولا مالاً. فنأى بي طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت
لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقضهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو
مالاً، فلبثت - والقدح علي يدي - أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية
يتضاغون عند قدمي - فاستيقظا فشربا غبوقهما. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء
وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون
الخروج منه. قال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عمٍ كانت أحب الناس إلي،
وفي رواية: كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، فأردتها على نفسها
فامتنعت مني حتى ألمت بها سنةٌ من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة
دينارٍ على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت، حتى إذا قدرت عليها، وفي
رواية: فلما قعدت بين رجليها، قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه،
فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت
فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا
يستطيعون الخروج منها. وقال الثالث: اللهم استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم
غير رجلٍ واحدٍ ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال،
فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله أد إلي أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك:
من الإبل والبقر والغنم والرقيق. فقال: يا عبد الله لا تستهزيء بي ؟!
فقلت: لا أستهزيء بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاً، اللهم إن كنت
فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون
متفقٌ عليه.
باب التوبة
قال العلماء: التوبة واجبةٌ من كل ذنبٍ، فإن كانت المعصية بين العبد وبين
الله تعالى لا تتعلق بحق آدميٍ؛ فلها ثلاثة شروطٍ: أحدها: أن يقلع عن
المعصية.
والثاني: أن يندم على فعلها.
والثالث: أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً. فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته.